Wednesday, July 25, 2007

الغربة 1...غربة الجغرافيا و التاريخ

السلام عليكم

قراء مدونتى الاعزاء سأكتب فى سلسلة مقالاتى القادمة عن موضوع طالما أرقنى وسبب لى المتاعب, أريد أن أطلعكم عن بعض خفايا هذ الموضوع الذى لطالما حلم به كل فرد منكم كما حلمت من قبل ولكنه لا يعلم عواقبه وتبعاته وأثره فى النفس... الغربة والترحال والسفر

لا أكتب هذا من باب أن تشاركونى همومى او أن أشتكى حالى ولكن أكتب ذلك من باب التجربة والخبرة العملية التى أتمنى أن تستفيدوا منها فى حياتكم ان شاء الله, غربتى عن بلادى وأحبائى هى 3 اشهر فقط لاغير نزلت خلالها مصر لمدة 48 ساعة ولكنها مرت على كما السنين ولا زالت 

سأناقش الغربة من 4 محاور

1- غربة الجغرافيا والتاريخ

2- غربة النفس والداخل

3- مشاعر مواطن مغترب

4- فوائد الغربة والترحال

سأناقشكم فى غربة الجغرافيا والتاريخ... الجغرافيا هى تاريخ التضاريس والمكان والتاريخ هو وصف جغرافيا الزمان كما قال العبقرى جمال حمدان

غربة الجغرافيا...تعنى أنك فى مكان جديد غير الذى تربيت عليه بمبانى جديدة بطبيعة مختلفة بناء تضاريسى مختلف فى البداية تجد نفسك منبهرا به أيما انبهار هذا الذى كنت اراه فى التلفاز أو هذا الذى سمعت عنه من صديقى فلان أو هذه شقة السيد علان التى استأجرها على الخليج وهكذا ولكن بعد فترة تجد نفسك فى ملل ورتابة من هذا تجد فى نفسك حنين للحارة برطوبتها وحنوها حنين للجيران فى توادهم مع بعضهم البعض, للبقال ولبائع الحلوى وللطفل الصغير وهو يلهو فى الشارع...هذا هو شعورى بعدما مررت على عواصم معظم دول الخليج ورأيتها ورأيت ما كنت اراه فى الصور من بورصة الألماس وفندق برج العرب وجزيرة النخيل ووووووو كل هذا يزيدنى غربة ووحشة وفقدانا   لبلدى ولشارعى لا ادعى أننى كنت اسكن بالحارة وعلمتها ولكن مجرد مرورى فى حوارى الحسين والغورية وروض الفرج كان يشعرنى بالألفة والحنين كنت لاأهاب اى مكان حتى لو كنت أزوره لأول مرة مشيت فى حوارى الباطنية وباب النصر وحكر ابودومة معاقل تجار المخدرات لا تصدقونى اذا قلت لكم أن غربتى كانت ليست بمقدار غربتى فى بورصة الألماس مثلا...فى هذه الحوارى غربتى كانت عن عالم الإجرام ولكن فى بورصة الألماس غربتى مع المادية الشديدة والبرود فى العلاقة

تبعات غربة الجغرافيا غربة الطعام والمشرب لم آكل الى الآن أكلة شعبية مصرية..من الممكن انت تكون تحمل نفس الأسم ولكنها مختلفة بالكلية طعما ومذاقا عن أكل بلادى

غربة التاريخ.....تجد نفسك وحيد غريبا فى عالم عصرى لايوجد به من أثر الماضى أى شىء , أقدم مبنى زورته مثلا كان تاريخ بناؤه لأوائل التسعينات أين بيت جدى الذى ناهز الستين عاما فى بناؤوه أين واين واين واين.......أين سيوة بتاريخها الحافل أين الأهرامات ؟؟؟؟تجد نفسك فى قوالب اسمنتية باهتة لايوجد فيها روح ولا حياة ملئى بكل الأجناس والطوائف ولكنها تفتقد الألفة ودفء العلاقة

فى المقال القادم سأ ناقش غربة النفس والداخل
تحياتى

 

2 comments:

سكوت هنصوت said...

عبقر

كلامك صادق جدا...حقيقي جدا...واقعي جدا
صدقني المشكلة مش خليج و بس..الفكرة واحدة في كل مكان..حتى المروج الخضراء في الخارج..تفقد رونقها و جمالها لما تبقى في وسطها..وتتساءل..يا ترى فين حواري مصر..المشكلة انك بعد شوية..هتلاقي نفسك ساخط على مصر..عشان لا هي عارفة تحلو زي بقية الخلق..ولا انت قادر تشوفها زي زمان..هتبقى غصب عنك عمال تقارن..فلا هترتاح بعيشتك القديمة ايام ما كانش فيه غيرها..,لا هترتاح بعشتك الجديدة بين الغابات الإسمنتية المبهرة..اتمنى ان تمر غربتك على خير..وترجع بالسلامة

عبقرينو said...

يارب ياسكوت ياأختى تعدى على خير ودعواتك لى وربنا معانا كلنا لما فيه الخير والثواب