Monday, November 29, 2010

بأى صفة يتحدث

بأى صفة يتحدث جمال مبارك مع السفير الامريكى فى وجود ابوه وعمرو سليمان ويعطى نصائح مفزعة
بيكفى ابوه بيطالب بديكتاتورية عادلة ومحاولة ضرب ايران للسيطرة علىها
شوفوا الهبل على اللينك ده
 

Wednesday, September 1, 2010

دعاء

اللهم ارزقنى زوجة صالحة تاخذ من صفات أمهات المؤمنين تعيننى على امر دينى ودنياى تستخدمنى واياها لخدمة دينك ونصرتك واجعلنى واياها خيرا على انفسنا واهلينا واقاربنا وبلدنا وامتنا بفضلك يار ارحم الراحمين
وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

Monday, June 28, 2010

فى فنون تعامل القائد مع القطيع

فى البداية أعذرونى اذا استخدمت تشبيهات قاسية فى تلك التدوينة وايضا اذا انتهيت بنتيجة لم تكن تتوقعها

دائما يلعب القائد مع قطيعه لعبة العقول أو لعبة الحاجات والخوف ويدعمه فى ذلك خبراته السابقة فى تطويع قطيعه لارادته وكل الإرث المتوارث على مدى أجيال متعاقبة من القطعان فلا القائد بدل طريقة تفكيره ولا القطعان طورت من طريقة تعاطيها مع مستجدات الأمور

خبرة الفرعون مع شعب يثور لفترة.....من عادات الشعب المصرى انه يثور ثورة عارمة ولكنها غير دائمة لأسباب كثيرة منها انه لايمتلك مايدفعه فى سبيل طول أمد ثورته أو لخوفه الفطرى على لقمة العيش او لعدم ترسيب وعى حقيقى بحقوقه وواجباته وبالتالى ...جعجعة بلاطحن .

ومن هنا استمد الفرعون خبرته فى أنه يتعامل مع ثورة مؤقتة ليوم او يومين او اسبوع او اسبوعين مهما اختلفت المدة فهناك دائما مدخل لتفريق هذا المجموع او لإخماد ثورته المؤقتة والسيطرة عليه أكثر وأكثر لأنه اكتسب بذلك خبرة أكثر وايضا الشعب تاكد فى ذهنه انه لا أمل.مثالين على ذلك

ثورة الجياع فى 17 و 18 يناير ثار حينها كافة فئات الشعب فى تصرف عشوائى غير منظم ولكنه كاد أن يؤتى ثماره فى تغيير الفرعون لأول مرة ولكنه فشل ببراعة فرعون جاثم على صدورونا منذ 30 عاما وهو انه ذهب لأسوان لكى يخبر السادات ان يتنازل عن قرارته الإقتصادية مع القبض على كل رموز الشيوعيون واشاعة ان تلك الأعمال كانت محدودة ولكنها من فعل افراد لايؤمنون بالله ووممولون من الخارج وان فرعون بلادنا حفظه الله تراجع عن قرارته عندما علم ان أهله وقطيعه متذمرين وساعد فى ذلك ان طلع علينا بعض من هؤلاء اصحاب الميكروفونات وقال لنا انها كانت مرتبه وكانت ثورة بوليتاريا وبالتالى صدق القطيع خبث الفرعون وهدا الموضوع ونام وترسب فى وعيهم بعد ذلك انه لا أمل.

خالد سعيد فى الإسكندرية ومع احترامى الشديد لكل الوقفات والمطالبات ولكنها لا تتطور فمثلا لم أجد فى اول اسبوع من المظاهرات اقالة ظابط الشرطة او تحويله للمحاكمة وفى الاسبوع الثانى اقالة مدير الامن وفى الاسبوع الثالث اقالة وزير الداخلية كل الوقفات هتافات دونما تركيز على مطالب محددة لابد من تحقيقها والافالاعتصام والاضراب متواصل ووقع الكل فى الفخ

لم يتكلم اى شخص من البداية وأوصل رسالة للمجموع مفادها انه ليس من المقبول بتاتا ان يتم ضرب مواطن حتى ولو كان مجرما على يد الشرطة ولابد من احترام آدمية كل انسان اذا وصلت تلك الرسالة من البداية الى كل الغاضبين ستجدون تصميما من الكل على مطالب محددة لكى تتحقق ولكن...الذى حدث هو ان كل الناس ركزوا مجهوداتهم على نفى ان يكون خالد من متعاطى المخدرات او انه فعلا كانت معه لفافة مخدرات وبالتالى اذا ظهر عكس ذلك من الطبيب الشرعى سينفض غضب القطيع وهو ماحدث فعلا وأراه الآن البسطاء الغضبى فقدوا اهتمامهم بالموضوع بحجة ان خالد متعاطى او فاسد واصحاب العقول الذين ذهبوا فى جمعة الغضب لم يركزوا على هدف واحد لابد ان يتحقق والاستظل وقفتهم وغضبتهم حتى تحقيقه وللأسف وقع فى ذلك ملهم فكرة التغيير الدكتور البرادعى

لعبة العقول والحاجات والخوف تعاملت بها النظم المتعاقبة على حكم مصر اما بأن هؤلاء مدعومين من الخارج وهدفهم التخريب او ان لقمة عيشك فى خطر فى حال مشاركتك او فزاعة الدين بعنصريه والا لما كانت التسريبات ان الاخوان يقومون بتخزين الاسلحة للإنقضاض على المسيحين او العكس الكنائس فى مخازنها الكثير والكثير من الاسلحة حينما تبدأ المعركة ويساعد فى نشر ذلك بطريقة او بأخرى نظام فاشل مهترىء

الحلول:

·         التركيز على اهداف مرحلية صغيرة محددة بدقة سهلة التحقيق والدأب عليها لتحقيقها وتوجيه المجموع فى سبيل ذلك

·         الاستمرار والاستدامة فى الفعل والا نكون ردود افعال

·         التفكر والتعلم من أخطاء الماضى

·         ان نعلم ان النتائج بمقدار الأفعال وبالتالى

·         عدم الإفراط فى توقع النتائج حتى لانصاب بالاحباط

فى النهاية كل التحية والشكر والتقدير والامتنان والعرفان بالجميل لكل فرد من اهل بلادى اهتم وشارك ولو بدعاء فهم فعلا من يضحون ليلا ونهارا اهل بلادى الموجودين فى الداخل هم من يسعون فعلا لجعل بلادى مكان افضل لى ولأولادى كل الشكر لكم

التغيير قادم لامحالة ولكنها مسألة وقت وعلى قدر المعالى تكون المشاق.

Monday, June 14, 2010

فى تعذيب المصريين على يد زبانية حبيب العادلى

فى تعذيب المصريين على يد زبانية حبيب العادلى

زاد الكيل وطفح

لماذا زاد الكيل للأسباب التالية:

·         عدم معرفة المصريين بحقوقهم التى نص عليها الدستور وقانون العقوبات بشكل خاص فى التعامل مع الشرطة وأعضاء النيابة فصل الدفاع عن النفس

·         ضعف سلطة التفتيش القضائى المتمثلة فى النيابة العامة على الأقسام ومراكز الشرطة

·         قانون الطوارىء الشهير المستخدم كأداة من قبل السلطة التنفيذية لتأمين النظام وحاكمه

·         قرارات الإعتقال الموقعة سلفا من وزير الداخلية والموزعة على الظباط لإستخدامها فى اى وقت ضد اى انسان بلاظابط او رابط

·         الفساد فى القضاء والشرطة المتمثل فى المحسوبيات والرشوة والبيه والباشا وابن البيه وابن الباشا

·         الخوف الفطرى لدى المصريين من الشرطة منذ قديم الأزل

 

وأثمرت كل تلك الأسباب عن:

 

·         انتشار معدل الفساد داخل الجهاز الشرطى وبخاصة بين الرتب الأدنى

·         استقواء ظابط الشرطة بالسلطة التنفيذية الممنوحة له وبالتالى ارتكاب جرائم عديدة منها التعذيب والنصب والابتزاز والاتجار فى المخدرات

·         ظهور بعض الحالات الصارخة والواضحة للعيان من التعذيب الذى يؤدى الى الوفاة ولكن دونما رادع من قبل السلطة التشريعية او السلطة القضائية على الرغم من وجود الكثير من القوانين والتشريعات  التى تعاقب على ذلك

·         نظر المواطن البسيط على ان السلطة التنفيذية المتمثلة فى الشرطة على انها دائما على حق حتى ولو بالإكراه وبالتالى لفظة لا او الإعتراض بأى طريقة هو مدعاة لعظائم الأمور ومالايتحمله ظهره وباالتالى التقرب من الشرطة اما فى صورة رشوة او نسب هو غنيمة كبيرة ونعمة لاتقدر بثمن

 

الحلول:

·         توعية المواطن بحقوقه وواجباته توعيه بصورة متدرجة وتعريفة بواجبات السلطة التنفيذية تجاهه وكيفية التظلم لدى السلطة القضائية فى حال انها أخلت بواجباتها

·         ممارسة تلك الحقوق بشكل علنى حتى يكون نموذجا يحتذى به من قبل الآخرين

·         عدم الإنصياع لأى امر صادر من السلطة التنفيذية الا عن اقتناع تام وممارسة ذلك الحق بصورة علانيه ( مثلا فى حال توقيفك لمخالفة مرورية اطلب ايصال بالمبلغ الذى دفعته, فى حال توقيفك من رجل امن سواء يرتدى الزى الرسمى او المدنى وشكك فيه اطلب منه بطاقة تعريفه او هويته كل هذه حقوق من حقك ان تطالب بها)

·         رفض مجتمعى لكل سلبيات السلطة التنفيذية والقضائية ايضا وذلك يتمثل فى بعض  الامور والتى منها مثلا عدم تزيج ابنتك او اختك من ظابط شرطة او وكيل نيابة ويكون الرفض بسبب ماتفعله / زملائك بنا نحن المواطنين البسطاء

·         تغيير طريقة التفكير القائلة بأن الانتساب للجهاز الشرطى هو قمة النجاح ومعرفة ان نجاح الانسان تكون بتنفيذ مايقتنع به ومايؤديه بيديه  وليس بالاحتماء بسلطة زائلة وقناعات مريضة

·         تربية الأطفال وتوعية الكبار بأنه لن يصيبك الاماكتبه الله لك وانه اذا كنت شاهدا اليوم فأنت مفعول به غدا فى حال سكوتك تأكد من ذلك

·         عدم الخوف عدم الخوف من اى شىء واعلان ذلك صراحة (لى تجربة شخصية عندما هممت بتوزيع ورود على الظباط فى 15 مارس 2007 فى مظاهرة التعديلات الدستورية ورفض ظباط الامن قبول الورود فى البداية ثم الامر بالقبض عليا واعلانى بصوت عالى وبصورة صارمة لامساس بى واننى سأذهب معهم الى حيث شائوا ولكن فليتحملوا عواقب ذلك فماكان منهم الا اخذونى لفترة نصف ساعة ومعى 3 من شاركونى فى توزيع الورد لم اكن اعرفهم بالمناسبة وتركونى بعدها دونما اى مساس

فى النهاية أحب ان اؤكد على انه كلما زاد بطش الأمن فيعنى ذلك اننا على الطريق الصحيح وان يوم الخلاص ازداد اقترابا وأن ما فعلناه خلال 5 سنوات وخاف اباءنا على الاقدام عليه بحجة لقمة العيش والمشى جنب الحيط سوف يؤتى ثماره وسننعم به او سينعم به اولادنا عما قريب

Saturday, April 17, 2010

افكار مبتكرة للتعامل مع القمع البوليسى المصرى لمظاهر الإحتجاج السلمى فى مصرنا الحبيبة

 

أفكار مبتكرة لتعامل الشباب المصريين الطامحين للتغيير مع قمع وتعسف أجهزة الأمن المصرية

1.       توزيع الورود أثناء المظاهرات على العساكر وظباط الشرطة وشكرهم على كل تضحية يقومون بها من
اجل الوطن واستنكارهم لكل ظابط شاذ خارج عن أخلاقيات العمل الشرطى (جربت ذلك شخصيا فى 15 مارس 2007)

2.       استخدام الصفارات بدلا من الهتافات وبطريقة منظمة وجماعية (قمت بتجربة ذلك فى اعتصام 23 مارس 2007 وكان تأثير ذلك ان الامن لم يسمح لى بمغادرة نقابة الصحفيين الافى اليوم التالى ولولا تفيق الله بتيسير ندى القصاص لكنت فى عداد المعتقلين)

3.       تعليق الشارات السوداء ووإن أمكن شعارات التغيير على العربات الخاصة ووسائل المواصلات العامة

4.       تعليق أعلام مصر متشحا بشارات سوداء فى البلكونات  وأماكن العمل فى المكاتب

5.       ماذا لو خططت جمعية التغيير لتغطية محافظات مصر بزيارة اسبوعية يوم الجمعة لمحافظة من محافظات مصر وجمع التوقيعات اثناء تلك التجمعات

6.       ماذا لو قام اعضاء الجمعية من مثقفى الوطن ورموزه بتكثيف بياناتهم وكلماتهم عبر كلمات الفيديو المسجلة وتوزيعها عبر قنوات الانترنت الفيس بوك واليوتيوب وليكن 3 كلمات لثلاث شخصيات على مدار الأسبوع

7.       ماذا لو قام أعضاء الجمعية من اساتذة الجامعات بتخصيص محاضرة من محاضراتهم للتحدث عن التغيير وحتميته وأعلم أن هناك ثمنا سيتم دفعه من قبل الأمن ولكن لابد من التضحية

8.       ماذا لو قام أعضاء الجمعية بالتواصل مع المصريين سواء فى المولات او الاسواق الشعبية كفانى ان اجد استاذ حمدى قنديل يشترى من سوق شعبى اى شىء واجده يرتدى شعار جمعية التغيير كفى ذلك دونما مظاهرات او كلام حتى

9.       ماذا لوقام كل أعضاء الجمعية بدهان سيارتهم بشعار التغيير او بوضع شعار التغيير فى كل حياتهم كأماكن أعمالهم ومكاتابهم وعلى حقائبهم وملابسهم

10.   ماذا لوقام أعضاء الجمعية بركوب المواصلات العامة كالباصات والتاكسيات والقيام بالتوعية داخلها قمت انا بذلك بصفة شخصية فى 2007 لتوعية الناس بالتعديلات الدستورية تخيل لو قمتم بتغطية كافة خطوط الاتوبيسات فى القاهرة الكبرى فى يوم واحد

11.   ماذا لوقام أعضاء الجمعية بزيارات ميدانية بسيطة فى صور فردية لبعض الاماكن الشعبية للتواصل مع الشعب البسيط وهناك من يستطيعون تنظيم ذلك لكم فى كفاية وشباب 6 ابريل وقد فعلناه مرارا فى 2005 و2006 وقمنا بحشد مظاهرات وقتية لمدد بسيطة والامن كان يفاجأ بتلك المظاهرات الغير معلنه وكنا نفضها قبل وصول الأمن وبالتالى لم يكن هناك مدعاة للإعتقال او للحبس

هناك نماذج كثيرة للتغييير السلمى وأتت اكلها بعد وقت ولكن لكى تنجح لابد من استمرارها لمدد وفترات طويلة وان تكون بصور جماعية ومنظمة

·         نموذج غاندى والملح متحديا غطرسة الإحتلال البريطانى والتوجه فى جماعات كبيرة للبحر تحت مرأى ومسمع من كل وكالات العالم

·         نموذج مارتن لوثر كنج ورفاقه من السود عندما قاطعوا المواصلات العامة للإحتجاج على نظام التمييز العنصرى

·         ثورة الزهور بقيادة سكاشفيلى فى جورجيا

·         والثورة البرتقالية بقيادة فيكتور يوشينكو فى أوكرانيا

 

كل تلك التحركات ستجذب المزيد من وكالات الأنباء لنقل الأحداث فى مصر وبالتالى سيطلع عليها اكبر عدد من المصريين فى الداخل والخارج وستتغير الصورة النمطية للمظاهرات من القمع والحبس والسحل وستجذب تلك الطرق الجديدة عددا اكبر للماشاركة والدعم من قبل المصريين وايضا الأجانب الذين سيشجعون أنظمتهم للتعاطى مع تلك التحركات

وفقنا الله لنهضة مصرنا الحبيبة وتغييرها

Monday, February 22, 2010

البرادعى ومعضلة التغيير 2...أخلاقيات العصيان المدنى



أخلاقيات حركة العصيان المدني

يجب أن يمثل العصيان المدني حافزاً أخلاقياً للمواطنين ليكون جديراً بثقتهم. وتبدو هذه الثقة مستحيلة إذا هددت حركة المقاومة باستعمال العنف، مما يخلق عند الناس حالة ذهنية من الهلع تحول بينهم وبين الاستجابة للحافز الأخلاقي، وبهذا يصبح العصيان مصدراً للخوف بدلاً من الثقة. فالعصيان إذا ما كان مصحوباً بالعنف فانه يعزز قوة الخصم.

إن إدخال عنصر القوة الجسدية في المقاومة – خاصة في البداية مع ضعف الحركة - يؤدي إلى عزل الكثيرين من النشطاء عن المقاومة – خاصة الذين لا يمتلكون قوة جسدية. وبذلك تصبح حركة العصيان المدني قائمة على مجموعة مختارة بمواصفات محددة، وهو ما يضعف الحركة أمام قوة الطرف الآخر. ومشاركة المجموعات النسائية في أعمال العصيان المدني خير مؤيد لوجهة النظر هذه. [2]

و يجب الانتباه إلى أن العصيان المدني لا يكون مؤثراً أو فعالاً إلا بمبررات أخلاقيةً نابعة من عدالة المهمة التي قام من أجلها. فمثلا حين يتعارض القانون المدني مع القيم الأخلاقية والدينية للمجتمع، أو يقوم النظام بمنع الحقوق الدستورية للمواطنين مثل حق التجمع السلمي وحق التظاهر أو حرية الاعتقاد الديني، أو فرض ضرائب على أفراد المجتمع واستخدامها في حروب ظالمة أو سرقتها لصالح أسرة النظام وحزبه؛ يجد العصيان المدني مبررات قوية لقيامه بأنشطته! . فتحقيق العدل يفوق الالتزام بأي قانون جائر.
إن مسئولية الفرد تجاه مجتمعه ومطالبته بحقه الطبيعي في تلبية نداء الضمير يؤكد على وجوب مقاومة النظم الديكتاتورية وعدم السماح لها بالتحكم في تصرفاتنا وسلوكنا أو أن تملي علينا مالذي يمكننا أو لا يمكننا عمله.
إننا عادةً ما نسمح للنظام بالتحكم في تصرفاتنا وسلوكنا من خلال مانتصوره ممكناً أو غير ممكن، غير أنه من خلال أنشطتنا فقط تتأكد لدينا إمكانية الفعل أو استحالته. ففي مفاوضات نزع السلاح مثلاً فمن المنطقي والطبيعي أن تكون السلطة أو الحكومة وحدها هي القادرة على تحديد أي الأسلحة تنزع وأيها يدمر، ولكن عندما يقوم عمال مصانع الأسلحة من نشطاء العصيان المدني بإبطال فعالية هذه الأسلحة أو نزعها بأنفسهم تتغير حينها! قناعاتنا حول من بإمكانه أيضاً أن يقوم بالعمل الذي ترفض الحكومة القيام به. فأشياء تبدو لأول وهلة أنها مستحيلة لكنها تحدث، وأمور تبدو في يد النظام وحده، لكن مجموعة بسيطة تستطيع أن تثبت عكس ذلك.
ولهذا لكي تصح تصوراتنا عن الإمكانية الحقيقية لفعل ما فلابد من إخضاعه للتجربة وهي وحدها الحكم الذي يقرر الإمكانية من عدمها. ولا ينبغي أن نكتفي بانهزام الإرادة والتسليم لإيهامات الخصم بأن كل شيء في قبضته وأننا يجب ألا نتخطى الخطوط الحمراء التي وضعها.
وبالمثل فإن رؤيتنا التقليدية لما هو صحيح وما هو خطأ تتحكم بسلوكنا إلى حد كبير، فطاعة القانون مثلاً وعدم تخريب الممتلكات مبدآن أخلاقيان متجذران في ثقافة المجتمع، ولكن حين يقوم نشطاء البيئة في أوروبا بتفكيك الآلات المضرة بالبيئة والتي يحميها القانون - أي يحمي الإضرار بالبيئة وتخريب الطبيعة - سيكون من المعقد جداً أن نفهم هذا التعارض بين القضيتين. ماهو الصواب وما هو الخطأ. وعندما تقوم حركة العصيان المدني بالدعوة إلى الامتناع عن دفع الضرائب، فإنها لا تدعو لعمل غير أخلاقي - رغم أن ظاهره قد يبدو كذلك، فقد يكون الهدف من وراء هذا الامتناع هو إيقاف عمليات الرشاوى والفساد التي ! تتم تحت مظلة 'الضرائب'.

قد يتحدث الكثيرون عن أخلاقيات العصيان المدني، لكن هذه الأخلاقيات تختلف بحسب النظرة إلى ما هو ممكن وغير ممكن، وما هو صواب أو خطأ، والمطلوب هو إخضاع هذه الأعراف والقناعات للتجربة بالحوار مع الخصم ومن ثم كل المجتمع عن طريق أنشطة واستراتيجيات العصيان المدني.

العصيان المدني ومجموعات العمل
'عندما ينتظم ألف شخص في شكل مجموعات عمل متنوعة فإن قدرتهم على تصعيد المقاومة تكون أكبر من أن يتولى
قيادة هذا العدد الكبير مجموعة صغيرة سرعان ما تنفد طاقتها' بير هرينجرين

ثقافة العمل في فريق
إن ثقافة 'العمل في فريق' قيمة عظمى تفتقدها مجتمعاتنا بصفة عامة، ! فمجتمعاتنا قائمة على العمل والإنجاز الفردي. بينما قيمة أو كلمة الفريق تعني عدة أشياء. فهي تعني التعاون والتواصل وجودة وسرعة الإنتاج، وهي الأشياء التي يفتقدها العمل الفردي.
وقد تتواجد الجماعات والحركات، ولكنها لا تستفيد من قيمة العمل في فريق، فتغلب عليها النزعة الفردية في اتخاذ القرارات، وتدريب الأفراد على التبعية المطلقة. وهو أمر يختلف كلية عن ثقافة 'العمل في فريق'، والتي تجعل الفريق كله مسئولاً عن العمل، والنجاح والفشل، وتمنح الثقة لكل أفراد المجموعة، وتعزز قدرتهم على اتخاذ القرارات.
وقد كان لهذه الثقافة دور كبير في ازدهار ونهضة المجتمعات الغربية.
جذور مجموعات العمل
ففي الثلاثينات أسست الحركة الفوضوية الأسبانية الكثير من أنشطة وأعمال المقاومة القائمة على فكرة مجموعات العمل. والتي فاقت نتائج استخدامها كل التوقعات، وأدت إلى الانتشار السريع للفكرة في العالم الغربي والولايات المتحدة الأمريكية خلال الثما! نينات من القرن الماضي.
ولقد أحدثت مجموعات العمل ثورة في مبدأ المقاومة باللاعنف. فقبل استخدامها كان على الفرد أن يبحث عن شخصية زعامية قوية مؤثرة ويأمل بذلك أن ينجح النشاط وأن يؤتي ثماره. أما مع ظهور مجموعات العمل فقد أصبح التخطيط واتخاذ القرارات ونجاح العمل من مسئولية الفريق بأكمله.

طبيعة مجموعات العمل

تتألف مجموعة العمل (مجموعات صغيرة)عادة من ثلاثة إلى خمسة عشر فرداً تجمعهم اهتمامات وأهداف مشتركة، وعادة ما يكون سر قوتها وتأثيرها نابع من قلة عددها إذ يمكنها القيام بعمل نوعي مبني على المشاركة الإيجابية لكل أفراد المجموعة، وتساعدها صغر بنيتها على مرونة حركتها وتجديد استراتيجيتها تبعاً لمتطلبات العمل. كما يضيف إلى قوتها أيضاً المرونة في الزمن، فيمكن أن تقوم بمهمة محددة قصيرة، أوتشارك في مهمات طويلة الأمد، تقوم بالتجهيز لحالة العصيان المدني بشكل منتظم ومستمر. كما أن مجموعات العمل قد تعمل منفردة أحياناً، وقد تلتقي في عمل كبير موحد.

ولمعرفة مدى ملاءمة مجموعات عمل العصيان المدني للحركات التغييرية القائمة لابد من التعرف على مميزات وسلبيات هذا الأسلوب من أساليب حركة اللاعنف.
مميزات مجموعات العمل
1-ارتفاع مستوى حرية العمل واتخاذ القرار داخل المجموعة
.إذ أنها ذاتية الحركة، فهي تقرر آليات اتخاذ القرارات، وهي مسئولة مسئولية تامة عن النشاط الذي تؤديه، وذلك يمكنها أيضاً من سرعة اتخاذ القرارات، إذ يمكن تجميع أعضاء المجموعة بسرعة إذا ما حدث أمر جديد أو غير متوقع. .كما أنها تمثل الوحدات الأساسية التي تتخذ القرارات في العمل الجماهيري.
.2-كفاءة عالية ونوعية للنشاط
.حيث أن المجموعة تختار النشاط الذي يتفق مع قدراتها ومواهبها وطاقاتها، وتقوم بتنفيذ الأنشطة التي تؤمن بها. .وتقوم بأعمال إبداعية تحفز الجمهور، حيث أن لكل مجموعة حرية الابتكار في الأداء دون الخروج على 'استراتيجية اللاعنف'، فيمتليء يوم النشاط بالكثير من الأفكار التي قد لا يتسنى للقيادة المركزية أن تقوم بها. وكثيراً ما يفاجأ النشطاء أنفسهم حيث يرون الكثير من الأفكار التي لم يكونوا يتوقعونها والتي تقوم بها مجموعات أخرى، فتكسب النشاط جواً مشحوناً بترقب الجديد، والتنافس للإبداع. .كذلك تزول الرتابة عن الأعمال المألوفة ...حيث تأخذ في كل مرة شكلاً مختلفاً، من اشكال المقاومة والنظال الوطنى..إذا ما حدث أن فقد أحد الأعضاء السيطرة على النشاط فإن أعضاء مجموعته يدعمونه لينجح نشاطهم.
.3-المرونة في الحركة
.إذ تتمتع بإمكانية وسهولة التقييم والتجديد تبعاً لمتطلبات العمل . .وسهولة فك المجموعة وإعادة تركيبها بشكل جديد. ...وسهولة تدريبها وتعليم كل فرد فيها كيفية تكوين مجموعة جديدة في حال انفصاله عنها. .
وقاية حركة العصيان من احتمال وقوع الاختراق من قبل اجهزة الامن و من أخطار التكدس بالكم البشري غير الفعال، من خلال تقنين آلية تفكيك وتكوين المجموعات.
.4- مجموعات العمل تضمن استمرارية المقاومة وتصاعد وتيرتها
.فعندما يتعرض قادة ورموز الحركة لحصار أو إعاقة كبيرة عن العمل، تختار الكثيرمن المجموعات الاستمرار في المقاومة. .وعندما ينتظم ألف شخص في شكل مجموعات عمل متنوعة فإن قدرتهم على تصعيد المقاومة تكون أكبر بكثير من أن يتولى قيادة هذا العدد الكبير مجموعة صغيرة من القادة الذين سرعان ما تنفد ! طاقتهم وإمكانيتهم في الاستمرار بالعمل. <.ولا يتطلب أسلوب مجموعات العمل – بالضرورة - شخصية قيادية، فالمجموعة تدير نفسها بنفسها ويمكنها تبادل إدارة العمل وقيادته. .كما أنها تجنب الحركة العزلة عن المجتمع من خلال تنشيطه في مجموعات عمل متنوعة تعطي الجمهور الثقة في النفس واليقين بإمكانية الفعل دون إجباره على التقوقع على تنظيم بعينه. فكثير من الناس عندهم استعداد أن يشاركوا مع أصدقائهم في عمل ما. لكنهم يرفضون أو يخافون من الانضمام إلى حركة كبيرة!. كما يصعب على النظام إيقاف عمل بهذا الأسلوب لا يقوم على تنظيم هرمي مثلاً يتوقف فيه العمل لدى ضرب قيادته. فعندما تتوقف مجموعة عن العمل ويضرب نشاطها، فإن بقية المجموعات تعمل، وتتم بقية الأنشطة. والعمل بهذا الأسلوب يقلل من نسبة المتسربين من المجموعة، حيث تتكون المجموعة من أفراد متجانسين ومتآلفين ومتفقين على الهدف. غالباً ما تزول النبرة الحزبية الاستعلائ! ية، وتقدم مصلحة المشروع التغييري على مصلحة المجموعة. فكل مجموعة تسعد ب ظهورأخرى تساندها. وتؤيد أي مجموعة تتقدم بالمشروع خطوة. فمجموعة العمل تعلم أن وظيفتها إنجاز نشاط أو عدة أنشطة، وأنها في حاجة إلى مجموعات أخرى. وتتجنب صراع التجنيد والضم العشوائي للأفراد، إذ أن قوتها في قلة عددها. فتزول الأنانية والشعور بالفوقية الذين يعوقان تقدم قوى التغيير. 5- تأمين العمل: إذ تقلل من إمكانية اختراق المعادين أو المتهورين أو من يسهل استفزازهم للأنشطة، حيث أن كل مشارك في نشاط ما يكون منتمياً لأحد مجموعات العمل، وهذه المجموعات يعرف أفرادها بعضهم البعض بشكل جيد، ومن الطبيعي أن يطلب من الفرد الذي يخالف أو لا يؤمن بالخطوط العريضة أو بمبادئ اللاعنف أن يغادر المجموعة.

6-ضآلة التكلفة الأمنية: فاعتقال المجموعة لا يوقع أفرادها تحت ضغط نفسي كبير أثناء التحقيق خشية ذكر أسماء وأنشطة كل أعضاء الحركة. وأقسى الخسائر سيكون اعتقال كل أفراد المجموعة فقط. بينما لا تزال المجموعات الأخرى تتحرك.

ومن أكبر مزايا هذا الأسلوب قلة سلبياته، والتي يجب على العاملين أن ينتبهوا إليها.

سلبيات مجموعات العمل
صعوبة الانضمام إلى العصيان المدني العرضي (المفاجئ والناتج عن حادثة معينة). مجموعات العمل تخلق شعوراً بالالتزام والذي يتطلب من المرء بذل الكثير من الجهد والوقت.
إن أسلوب مجموعات العمل يمنع تكدس حركات العصيان بالكم البشري غير الفعال. كما أن حركة صغيرة الحجم من حركات العصيان إذا اعتمدت فكرة مجموعات العمل فإنها تضاعف من قوتها. وهذا الأسلوب مناسب أيضاً للأفراد غير المنضمين إلى حركات كبيرة، والذين يريدون أن يشاركوا في عملية التغيير.

إننا حين ندعو للعصيان فإننا نحارب الديكتاتوريات. وعليه فإن من واجب حركات العصيان أن تطلق حرية التفكير والإبداع وتَحَمُّل مسئولية النشاط، طالما أن العمل لم يتجاوز استراتيجية 'اللاعنف'.


مجموعات العمل والتحضير للنشاط
إن مجموعة العمل تدريب على:
1- إقامة نموذج مصغر لمجتمع مقاوم حر في وحدة صغيرة
2- التخطيط للنشاط
3- تطوير أساليب اللاعنف بما يناسب تقاليد المجتمع

لمن 'مجموعات العمل'؟
يعد نظام 'مجموعات العمل' من التكتيكات التي تضمن كفاءة عالية في إنجاز أعمال حركات اللاعنف والعصيان المدني. ويعتبر غاندي مؤسس فكرة ومبدء اللاعنف أن الإعداد الروحي والعقدي ضروري لممارسة أنشطة اللاعنف. غير أن بعض النشطاء من بعده قد طوروا هذا الأسلوب ورأوا أن المشارب العقدية والفكرية قد تجتمع معاً، ولا يحتاج الفرد للانضمام إلى تنظيم أو حركة أيديولوحية بعينها، بل يكفي أن يكون هناك هدفاً مشتركاً بين النشطاء.
إن لدى التنظيمات الموجودة على ساحة التغيير ميزة وفرصة ذهبية لتبني أسلوب 'مجموعات العمل'. فلديها الأفراد الذين يجمعهم هدف واحد، وليس لديها مشكلة في تكوين المجموعات المتجانسة، وتلتقي المجموعات بشكل دوري عبر اجتماعاتها الرسمية. لكنها تتطلب فقط التدريب على اتخاذ القرارات، والثقة في النفس، وثقافة وأساليب العصيان المدني، بالإضافة إلى تشجيع المبادرات التي لا تخرج عن استراتيجية 'اللاعنف'.
وبالنسبة للأفراد الذين لا يرغبون في الانضمام إلى حركات كبيرة، وتحركهم دوافع مشتركة للمساهمة في الحركة التغييرية، فإن تكوين مجموعات عمل عادة ما يتم بشكل طبيعي عبر العلاقات الاجتماعية (الأصدقاء – الجيران – زملاء العمل – الأقارب) لذلك يكون التقاؤهم طبيعيا وغير مفتعل.
وسواءً كانت مجموعات العمل ضمن حركات كبيرة، أو كانت مجموعات صغيرة منفردة فإنها تحتاج إلى إعدادات وتحضيرات قبل العمل، وأثناءه، وبعده.
ما التحضيرات اللازمة؟
1- تحضيرات إدارية:
- الاتفاق على اسم المجموعة وشعارها – إن كانت بحاجة لذلك.
- تحديد أسلوب إدارة المجموعة وكيفية تداول القيادة فيها، وتقنين آليات الاتصال بالقيادة العليا (في حالة أن المجموعة جزء من تنظيم). وتقنين آليات الاتصال بالمجموعات الأخرى – إن استدعى الأمر – في حالة المجموعات المنفردة.
- وضع القواعد العامة التي يجب أن تلتزم بها المجموعة، وتحديد آليات الانفصال وتكوين مجموعات أخرى.
- تقنين آليات فض النزاعات باستخدام الطرق والوسائل المختلفة التي تساعد على تعريف! وتوصيف النزاعات وكيفية التوصل لحلول لها، مما يوفر الإحساس بالأمن لدى المجموعة، ودعم الشعور بالثقة المتبادلة وتقبل النقد وإسداؤه بطريقة بناءة.
- تحديد الآلية التي سيتم تدريب أعضاء المجموعة من خلالها على أعمال وثقافة العصيان المدني وأنشطة اللاعنف.
- تقوية تجانس المجموعة: إن خلق تجمع مقاوم يتضمن تعارف الأفراد، وتطوير التعاون فيما بينهم عبر التقييم المتواصل لتجانس المجموعة وتعاونها.

إن مجموعة العمل تدريب على إقامة نموذج مصغر لمجتمع مقاوم حر في وحدة صغيرة تقوم بالتخطيط للنشاط وتطوير أساليب اللاعنف بما يناسب تقاليد وثقافة المجتمع.
2- تحضيرات فكرية:
- فلسفة وثقافة اللاعنف: ونشرهاعبر المراجع المتخصصة مثل مراجع 'جين شارب' وغيرها، ويتضمن ذلك الروايات والأدب والشعر والتجا! رب التاريخية والمعاصرة المقروءة والمسموعة والمرئية.
- التعرف على الحقوق الدستورية، وواجبات وحقوق الأفراد في الدولة.
- تحليل الأوضاع: قد تتطرق المناقشات والتحليلات إلى موضوعات كثيرة، فيُمكنُ أَنْ تَكُون حول الوضع السياسي الحالي، الحالة العسكرية، أجهزة الإعلام، حركة المقاومة، الحركة البديلة بصفة عامة، الأحزاب السياسية، اللاعنف، العصيان المدني، الظلم، الهيمنة، الظلم في المجموعةِ، القانون المراد تعديله أو تغييره، كما تدرس نقاط القوة والضعف لدى! النظام، واستراجيته في البقاء، ونقاط ضعف وقوة قوى التغيير،وما الذي ستضيفه المجموعة من قوة إلى باقى مجموعات وحركات التغيير، واحتياجات الشعب والقضايا المحركة له والتي يمكن أن تحشده لمناصرة الحركة التغييرية، والعوامل والظروف المساعدة التي يمكن أن تؤثر على مسار الصراع. والمزيد من الموضوعات الأخرى.
- قضايا فلسفية: مثل: أخلاقيات العصيان المدني وحركة اللاعنف، وما هو الحق الذي نملكه لخرق وكسر القانون؟ وكيف يمكن تفعيل الرمزية في العمل؟(3)
- احتياجات المجموعة: بالحديث حول الخوف والمخاطرة، والأمن، والدعم والعزلة، والاعتقال والاحتجاز، والمحاكمات والعقوبات، وأمننا وأمن الآخرين، والعائلة والأصدقاء، وغيرها من المواضيع ذات الصلة بالعمل التغييري.

3- تحضيرات للنشاط نفسه:
- تحديد أه داف النشاط بدقة (احتياجات الأفراد - احتياجات المجموعة – احتياجات المجتمع) ومناقشة رسالة النشاط، والدافع، والرمزية، والأولويات.
- تحديد بؤرة النشاط، والتركيز على الأشياء الأكثر أهمية، وتحديد أقوى الوسائل لتحقيقها بدلاً من استخدام مواردنا المحدودة في كل أنواع الأنشطة والقضايا. وهذا التركيز يساعد على الوضوح: هل رسالة النشاط مفهومة؟ وهل تمثل حافزاً للجماهير؟ وهل تصل إلى المستهدفين منها؟ وماأفضل الوسائل لإيصالها؟.
- تحديد وسائل الاتصال لخلق حوار مع الخصم ومع بقية المجتمع؟ والتي تتضمن الإعلام والمحاكمات والاتصال الشخصي مع العمال وصناع القرار، والخطابات والرسائل، والحلقات الدراسية والدورات التدريبية.
- بناء القدرة وتوزيع الأدوار: وقبل البدء في أي نشاط لابد من تقييم أو تقدير قدرة كل فرد على تنفيذه، وإعطائه الفرصة للتفكير و مراجعة تردده وتردد الآخرين في المشاركة، والتريث إذا وجد أنه من الأفضل لهم أن ينتظروا فترة قبل المشاركة! في الأنشطة. وعلى كل فإن المجموعة تقيس قدرتها على الفعل فإن وُجدت أتمت نشاطها، وإن لم توجد سعت لبناء قدرتها وتطوير أفرادها وتدريبهم. ولا يجب قسر الأفراد على أدوار بعينها. بل يجب أن تختار كل مجموعة الدور الذي يتفق مع مواهبها ومهاراتها.
- عمل الأبحاث: للحصول عن المعلومات اللازمة وقد يتم ذلك عبر المؤسسات الحكومية أو الإنترنت أو دليل الهاتف، أو الزيارات الميدانية ومراقبة الأماكن المستهدفة ورسم خارطة للموقع ومدى بعد وقرب المكان من مقار الشرطة ومن الجماهير وذلك بحسب طبيعة النشاط.
- تبادل المعلومات: ويتم بين أفراد المجموعة عبر مختلف الوسائل ومنها الإنترنت والقوائم البريدية ورسائل اس ام اس المشفرة . كما يمكن الحصول على معلومات عن أي مؤسسة بإرسال السؤال لها عبر الإنترنت وانتظار الرد بعد أيام، ويمكن كذلك الاحتفاظ ببعض المعلومات الهامة والمتعلقة بالمجموعة! على شبكة الإنترنت بسبل متعددة. كما يعد الإنترنت وسيلة هامة للاتصال بح ركات العصيان في كل أنحاء العالم لتبادل الخبرات. كذلك يستخدم الهاتف الجوال (المحمول) في الاتصالات السريعة ويتمالاتفاق مسبقا على شيفرة معين لاستخدامها فى المحادثةللحفاظ على امن المجموعة .

4- تحضيرات نفسية: وتتركز عادة في كسر حاجز الخوف من عواقب العمل. وتأكيد عدالة القضية، وتعزيز الشعوربإمكانية الفعل. ويقول بير هيرنجرين عن أحد الحركات المهتمة بنزع الأسلحة التدميرية:
'. نحن نحاول نزع سلاح مخاوفنا الخاصة.
·كما أننا نحاول أيضاً نزع سلاح جدران الحماية الأخرى التي بنيناها لنتجنب المخاط! ر الشخصية.
·كما أننا نحاول نزع سلاح العنف والقمع والاضطهاد الذي قد يوجد داخل المجموعة نفسها.
·وفي النهاية فنحن نحاول – من خلال أنشطتنا – نزع سلاح العنف والخوف والشك من المجتمع.
نحن نحاول التغلب على مخاوفنا لاكتساب الشجاعة لممارسة العصيان المدني، وحتى حينها يظل الخوف موجوداً. ونحن لا نقاوم الظلم والقمع والاضطهاد لكي تختفي النزاعات ولكن حتى يمكن التعامل مع النزاعات من خلال العمل الحر.

Saturday, February 20, 2010

البرادعى ومعضلة التغيير... والعصيان المدنى كحل آخير


هذه الرسالة إلى كل مواطن مصرى حر شريف يرفض الظلم والقهر ويقاوم الإستبداد
أنظروا إلى ماآل إليه حال بلادنا من فساد وظلم فهذا هو الحل العصيان المدنى جربنا المظاهرات والإحتجاجات والحمد لله أتت ثمارها بعد عامين من الكفاح , وكانت نتيجتها هو أننا أسقطنا الشرعية والهيبة عن النظام والآن نجد الإعتصامات والإضرابات فى كل مكان فى مصر ولكنها تحتاج لمزيد من الترشيد والتوجيه حتى لاتكون كما يقول اللبنانيون جعجعة بلا طحين ,إنى أخاطب فيكم الحرية والعدل
الحياة الكريمة لا يطلبها إلا كريم فهلموا أيها الكرماء
تعالوا نتفاعل لكى نساعد بلادنا للقيام من غفوتها هذاالمقال الأول فى سلسلة مقالات تتكلم عن العصيان المدنى منقول عن مواطن عربى يعيش فى السويد



العصيان المدنى تعريفه ومفهومه

تعريف العصيان المدني

يعرف بير هيرنجرين العصيان المدني في كتابه 'طريق المقاومة ..ممارسة العصيان المدني' بأنه نشاط شعبي متحضر يعتمد أساساً على مبدأ اللاعنف
أنشطة العصيان المدني هي عبارة عن تحدٍ لأمر ما أو لقرار ما حتى ولو كانت غير مقيدة بالقانون.
هدف النشاط المباشر هو أن يحافظ على ظاهرة معينة أو أن يغير ظاهرة معينة في المجتمع.
النتائج أو التبعات الشخصية هي جزء مهم من النشاط ولا ينظر إليها على أنها نتيجة سلبية.
ويجب الانتباه! إلى أن العصيان المدني تقوم أنشطته على التحدي، فلا تقيده قوانين النظام، أوقراراته، وإن كان أحياناً يتم عبر القوانين. ومن ثم لا يستطيع النظام أن يفرض على حركة العصيان نشاطاً بعينه أو يمنعها من نشاط، أو يفرض عليها ميداناً بعينه.

من المستهدف من حركة العصيان؟

الجمهور هو المستهدف
إن المقاومة يجب أن توجه خطابها إلى المواطنين المذعنين. و يعتقد 'ثوراو' أن المواطنين هم الذين يشكلون ويصنعون الجزء الأهم في جماعة العصيان المدني. كما يري أن أكبر الداعمين للأنظمة الجائرة والذين يمثلون أخطر وأكبر المعوقات أمام حركة المقاومة هم أولئك الذين يعترضون ثم يذعنون ويقدمون للنظم الولاء والدعم في النهاية.وينبغي ألا تنشغل حركة العصيان المدني بتوجيه خطابها إلى الحاكم أوالنظام، وتغفل عن اختيار خطاب مناسب للجماهير، يدعوهم للمشاركة في العصيان، ويحرضهم عليه، ويربط مستقبلهم بنجاحه. طالما أنها قررت المقاومة ... وليس الاحتجاج.
لقد أوضح المهاتما غاندي - الذي قاد النضال ضد الاستعمار البريطاني في الهند - بشكل لا يقبل الشك أن العصيان يقوض من سلطة الدولة إلى حد بعيد، إذ يقول 'لو أن الرجل يشعر أنه ليس من الرجولة أن يطيع القوانين الجائرة فلن يستطيع أي طاغية أن يستعبده'.
وتكمن المشكلة الحقيقية في إذعان أكثر المواطنين وكونهم ضمن شريحة المجتمع المطيعة، وحين يستطيع ناشطى العصيان المدني تحفيز الآخرين علي تحدي القوانين والتعليمات الجائرة عن طريق استثمار النتائج والعواقب المترتبة على الممارسة الحقيقية لأنشطة العصيان المدني، فإنهم ينجحون في مساعدة الجمهور كي يتغلب على كسر حاجز الخوف من العقوبات الشخصية.
إن العصيان المدني ينبغي أن ينظرله كوحدة متكاملة، حيث تكون العقوبة بنفس أهمية الأنشطة. إن العقوبات أو بالأحرى التغلب على الخوف من العقوبة هو أساس رئيسي في مبدأ العصيان المدني.
إن العصيان المدني لا يهدف فحسب إلى التأثير في الرأي العام؛ ولكنه يتجاوز ذلك ليصبح طريقة لتحفيز المواطنين على العصيان. والفعل أو النشاط وحده لا يكفي لتحقيق هذا الهدف. ولكن امتزاج عنصر الأنشطة بعنصر العقوبات يحدث الحافز القوي للعصيان والتغلب على الخوف من العقوبات.

لذلك فاكتساب الجماهير يتم من خلال تقديم النموذج، الذي يرفض الانصياع للأوامر، وكلما صمد هذا النموذج أمام العقوبات كلما ازداد عدد المنضمين للعصيان. وعادة ما يكون دور حركات العصيان هو إشعال فتيل المقاومة وتقديم النموذج ليتبعها الأحرار.

يقول جون راؤول في كتابه 'نظرية العدالة':
'ليس من الصعب أن! تبرر حالة العصيان المدني في نظام غير عادل لا يتبع رأي الأغلبية، ولكن حينما يكون النظام عادلاً إلى حد ما تبرز مشكلة ألا وهي أن من يقوم بالعصيان المدني يصبح من الأقلية وتغدو عملية العصيان المدني وكأنها موجهة ضد رأي الأغلبية في المجتمع'.

لذلك تستفيد حركات العصيان من الظلم والتسلط، وتوظفهما في عملية التحريض، وكلما ازداد الظلم كلما كان ذلك في صالح حركات العصيان، وكلما زادت الجرائم المعلنة للنظام كلما كان ذلك سبيلاً إلى اجتذاب الجماهير. لذلك تستفيد حركات العصيان من أخطاء النظام، وتوظفها بشكل دقيق لجذب المزيد من الأحرار، ولتسقط شرعيته وهيبته.

وسائل العصيان لا تعرف السرية
تبعاً لقواعد العصيان المدني فإن المشاركين لا يتعمدون إخفاء وسائل أنشطتهم عن السلطة . لذا فان السرية فى العمل وتوخى الحدر هو الامر المنطقى والواقعى. .. فإن كتابة شعار سياسي أو رسالة ما على حائط أو جدار ما تحت جنح الظلام يعتبر نوعاً من أنواع الاحتجاج، و مقاومة ( في ظروف معينة) رغم أن ذلك قدلايترتب عنه نتائج ! سياسية مرضية!

ولذلك ينبغي لحركات العصيان أن تعي هذه النقطة جيداً.. أن المواطنين هم المستهدف الرئيسي للعصيان، أن يرى الناس أفراداً من الشعب يمارسون العصيان جهاراً...ويتحملون عواقبه .. والأعمال التي تتم في جنح الظلام لا تشجع الآخرين على أن يقوموا بنفس العمل.. لذلك قد لا تعد عصياناً.. فالعصيان هو رفض للنظام وكسر لقانون أو وضع ما جائر دون تخفي.
وتكون مهارة الحركة في أن يستثمر جهازها الإعلامي( يشمل الوسائل الاعلامية المتاحة تلفزيون راديو اداعة انترنت... الخ )هذه الأنشطةالسرية، وكلما زاد القمع وبدأ التحرش بالمشاركين، كلما كان ذلك مؤشراً على نجاح العصيان. وحينها يستفيد الجهاز الإعلامي المقاوم من كل تحرش، أو صدام، أو كلمة نابية، أو فلتة لسان، أو عمل لا أخلاقي، أو مقتل لأحد المقاومين ليمتلك ورقة رابحة ودليلاً دامغاً على أن الشعب قرر العصيان. وإذا فوت الجهاز الإعلامي هذه الأحداث يكون قد فرط في أداة قوية من أدوات نجاح العصيان. إن قوة النشاط في فقه العصيان قد تكمن في العقوبة التي ستوجه إلى المقاومين!، والتي سيستثمرها إعلام المقاومة.

المقاومة والاحتجاج
يورد بير هيرنجرين حكاية له مع أخيه الصغير وهو طفل: 'من الدروس الأولى التي تعلمتها في العصيان المدني كان عند ولادة أخي الصغير ... ولقد كنت مفتوناً بإصراره البريء على تنفيذ ما يشاء وبالطريقة التي يشاء، وعندما لا يرغب في عمل شئ فإنه ببساطة يرفض ولا يساوم على هذا الرفض وهو ما كان مغايراً تماماً لما كنت عليه حيث أنني كنت ابناً مطيعاً جداً.

ولا أقصد بهذا أنني لم أكن أحتج (protest) فلقد كنت أصيح بشكل عنيف وأصرخ وأجادل، ولكن عندما ينتهي هذا الاحتجاج والصراخ فإنني أنصاع في نهاية الأمر. كان هذا هو التباين بيني وبين أخي والذي ساعدني كثيراً في أن أفهم بوضوح الاختلاف بين مفهوم المقاومة (resistance) ومفهوم الاحتجاج (protest).'
وتتسم كلمة المقاومة اليوم بالنمطية وذلك لأن كل أشكال الاحتجاج – وللأسف - أصبحت فجأة تسمى مقاومة.
إن الاحتجاج قد يكون مجرد تعبير عن موقف إزاء قانون ما، أو موقف ما، ثم العودة والإذعان. أما المقاومة فتسعى إلى إلغاء! القرار، أو تحدي القانون. إنها ترفض الإذعان أو الطاعة.
إن المقاومة في جوهرها هي العصيان. وقد يكون الاحتجاج أكثر قبولاً في بعض الحالات إلا أن تأثيره ليس كتأثير المقاومة (رغم أن الاحتجاج بالنسبة لنظام دكتاتوري يُعتمد شكلاً من أشكال المقاومة لأنه عمل غير مشروع في نظر الديكتاتورية شأنه شأن المقاومة).الى لقاء مع المقالة الثانية أخلاقيات العصيان المدنى