Thursday, September 17, 2009

مصر ومعضلة التغيير

صحراء تحولت الى واحة خضراء بتوفيق من الله

فى سهرة رمضانية فى أحد أجمل المناطق الطبيعية فى دولة الإمارات وبالتحديد أعلى جبل حفيت تطرق الحديث مع أصدقائى المصريين عن مصر وأحوالها وكيفية تغييرها فى ظل نمو وتطور معظم دول العالم ونحن على العكس نسير فى المنحدر وقال أحد زملائى هذا التشبية مصر كالعربة الكارو الخربة يقوم بجرها حمار ضعيف الجسم على منحدر شديد الإنحدار والعربة فى كل لحظة مرة تزيد سرعة انحدارها والحمار لايستطيع السيطرة وستجىء لحظة سيهرس الحمار تحت العربة وستسقط العربة فى الهاوية


قلت وماسبيلنا للتغيير فسمعت انه لاسبيل للتغيير وانها ستظل هكذا وسمعت ايضا أن كل انسان اذا جاءته الفرصة للفكاك منها والعيش خارجها فليفعل وسمعت ان المصريين تغيروا للأسوأ وما من أمل لكى يكونوا فى حال أفضل وكانت الصورة تزداد سوادا كلما تناقشنا نظرا لأننا نسرد كل المساوىء التى نراها كلما اتيحت الفرصة لبعضنا لزيارة مصر بعد ايام او شهور او سنين كثيرة تمر علينا ونحن فى الغربة ولكنهم اتفقوا على ان مصر لها مذاق خاص نحبه لفترة الأجازة ولكن لابد من الرجوع حيث العمل والحياة الهادئة فى دولة الغربة .


ولكن نظرا لطبيعة شخصيتى فى أننى لاأترك نفسى للطاقات السلبية تسلبنى قوتى وايضا لا اميل الى الحلول التى تعتمد على الآخر واجلس انتظر ذلك الآخر لكى ينتشلنى ويغير واقعى وحالى واننى لابد ان اسعى وآخذ ذمام المبادرة حتى لو لم تثمر عن نتائج فيكفينى شرف المحاولة والبدء


فقلت تغيير مصر لن يبدأ من أهلها فى الداخل لأنه وببساطة معظم المصريين فى الداخل تكيفوا مع العيش فى هذا الوضع وفى وجهة نظرهم انه ليس بالإمكان ابدع ممكا كان والقلة القليلة التى تحاول التغيير من الداخل لاتسطيع الإستمرا فى هذا لأن التغيير يكلفها تضحيات كبيرة على فترات طويلة دون احساس بأن هناك مردود أو عائد فقلت أن التغيير فى مصر سيحدث على يد أبنائها الموجودين فى الخارج الذين عاشوا وعرفوا الفرق بين حال مصر وحال الآخرين والذين رأو نماذج للنجاح بالخارج وأنهم هم من يمتلكون الطاقة والمال والجهد الين يستطيعون اعطائه لدعم وتشغيل عجلة التغيير فى مصر والبدء فى الدوران وقلت ان هناك تضحيات لابد ان تكون على الطريق فى سبيل التغيير تضحيات بالمال والمجهود والعيش الهانىء وقد تصل الى تضحية بالنفس فى سبيل التغيير وانه لابد ان يتحول كل منا نحن الذين بالخارج الى نماذج تنير لأهل الداخل طريقهم وتعطيهم الأمل بأن هناك غدا أفضل.


ولكننى سمعت كما سمعت مرارا وتكرارا من قبل انك تحلم وانك تفكر بأكثر مما تستطيع فعله وانك تتفوه بكلام وفقط ولن تستطيع..... فقلت اعطيكم مثالا لو ان هناك مزرعة للحنظل كبيرة جدا جدا والحنظل شجرة حلو شكلها مر طعمها لافائدة منها وكلما مر الناس عليها يتحسرون أما آن لهذه الأرض ان تنبت نخلا او رمانا او اى نبات نافع وكله ينتظر ويتابع من بعيد وجاء من الخارج من يتطلع للتغيير حال تلك المزرعة وأخذ ذمام المبادرة وقام بعد أن أكل بعد التمرات او البلح وهو قام بالحصول عليها من الخارج برمى نوى البلح وفى كل زيارة له بعد أن يأكل البلح يرمى نواه او بذوره فى تلك المزرعة هو فى وجهة نظر المحيطين به يحرث فى الماء لأن الحنظل أكثر عددا واكثر تغلغلا فى الأرض ولكنه عنده بعض الصبر والرؤية البعيدة وبعد مرور 5 سنوات ظهرت نخلة صغير واثنتين وثلاثة ومائة بسبب البذور التى قام بزرعها وهو من الخارج حتى أثمر ذلك النخل وبدأ فى الإثمار والطرح وبدأ أهل الداخل يتذوقوا طعمه ويقومون هم الآخرين برمى نوى او بذور البلح مرة أخرى حتى يجىء يوم من الأيام تحولت البذرة الواحدة التى رماها هذا المقيم بالخارج الى نخل ينتج الكثير من الثمار يأكلها أهل الداخل ويوقومون هم ايضا بزرع البذور حتى تتحول تلك المزرعة من مزرعة حنظل الى كرمات للنخل تنتج الخير لكل الناس فى فترة 20 او 30 عاما ولكن السؤال الكبير من السبب فى هذا ومافائدته؟؟؟


السبب فى هذا هو مبادرة ذلك الرجل فى زرع اول بذرة وتحمله للذهاب لتلك المزرعة والمكوث وسط حبات الخردل لكى يزرع بذرته وأمله فى الله كبير للتغيير والتحسين والفائدة أن حال المزرعة تغير فى خلال 30 عاما على الاكثر واصبح يأكل من ثمارها هو واولاده واحفاده


هكذا ستتغير مصرنا الحبيبة هكذا يتغير العالم بمبادرات فردية والهامات من اشخاص لا يحبون الماء الراكد والعيش فيه ولا يحبون ايضا الحياة المرفهة التى يتنعمون هم فيها وحدهم وأهليهم وذويهم فى الماء الآسن حتى عقولهم يغوصون


وفى النهاية كل شىء قابل للتغيير والتحسين ولكن فى النهاية النية والمقصد هل لكى يقال احسن فلان ابن فلان أو ان هذا فعل كذا او كذا او ان يكون هذا مصداقا وتنفيذا لمبدأ تعمير الأرض وعبادة الله وان يكون كل ذلك السعى لوجهه الكريم

1 comment:

فهد سلمان الفراج said...

نأمل لمصر كل التقدم والإزدهار،،،