Monday, February 22, 2010

البرادعى ومعضلة التغيير 2...أخلاقيات العصيان المدنى



أخلاقيات حركة العصيان المدني

يجب أن يمثل العصيان المدني حافزاً أخلاقياً للمواطنين ليكون جديراً بثقتهم. وتبدو هذه الثقة مستحيلة إذا هددت حركة المقاومة باستعمال العنف، مما يخلق عند الناس حالة ذهنية من الهلع تحول بينهم وبين الاستجابة للحافز الأخلاقي، وبهذا يصبح العصيان مصدراً للخوف بدلاً من الثقة. فالعصيان إذا ما كان مصحوباً بالعنف فانه يعزز قوة الخصم.

إن إدخال عنصر القوة الجسدية في المقاومة – خاصة في البداية مع ضعف الحركة - يؤدي إلى عزل الكثيرين من النشطاء عن المقاومة – خاصة الذين لا يمتلكون قوة جسدية. وبذلك تصبح حركة العصيان المدني قائمة على مجموعة مختارة بمواصفات محددة، وهو ما يضعف الحركة أمام قوة الطرف الآخر. ومشاركة المجموعات النسائية في أعمال العصيان المدني خير مؤيد لوجهة النظر هذه. [2]

و يجب الانتباه إلى أن العصيان المدني لا يكون مؤثراً أو فعالاً إلا بمبررات أخلاقيةً نابعة من عدالة المهمة التي قام من أجلها. فمثلا حين يتعارض القانون المدني مع القيم الأخلاقية والدينية للمجتمع، أو يقوم النظام بمنع الحقوق الدستورية للمواطنين مثل حق التجمع السلمي وحق التظاهر أو حرية الاعتقاد الديني، أو فرض ضرائب على أفراد المجتمع واستخدامها في حروب ظالمة أو سرقتها لصالح أسرة النظام وحزبه؛ يجد العصيان المدني مبررات قوية لقيامه بأنشطته! . فتحقيق العدل يفوق الالتزام بأي قانون جائر.
إن مسئولية الفرد تجاه مجتمعه ومطالبته بحقه الطبيعي في تلبية نداء الضمير يؤكد على وجوب مقاومة النظم الديكتاتورية وعدم السماح لها بالتحكم في تصرفاتنا وسلوكنا أو أن تملي علينا مالذي يمكننا أو لا يمكننا عمله.
إننا عادةً ما نسمح للنظام بالتحكم في تصرفاتنا وسلوكنا من خلال مانتصوره ممكناً أو غير ممكن، غير أنه من خلال أنشطتنا فقط تتأكد لدينا إمكانية الفعل أو استحالته. ففي مفاوضات نزع السلاح مثلاً فمن المنطقي والطبيعي أن تكون السلطة أو الحكومة وحدها هي القادرة على تحديد أي الأسلحة تنزع وأيها يدمر، ولكن عندما يقوم عمال مصانع الأسلحة من نشطاء العصيان المدني بإبطال فعالية هذه الأسلحة أو نزعها بأنفسهم تتغير حينها! قناعاتنا حول من بإمكانه أيضاً أن يقوم بالعمل الذي ترفض الحكومة القيام به. فأشياء تبدو لأول وهلة أنها مستحيلة لكنها تحدث، وأمور تبدو في يد النظام وحده، لكن مجموعة بسيطة تستطيع أن تثبت عكس ذلك.
ولهذا لكي تصح تصوراتنا عن الإمكانية الحقيقية لفعل ما فلابد من إخضاعه للتجربة وهي وحدها الحكم الذي يقرر الإمكانية من عدمها. ولا ينبغي أن نكتفي بانهزام الإرادة والتسليم لإيهامات الخصم بأن كل شيء في قبضته وأننا يجب ألا نتخطى الخطوط الحمراء التي وضعها.
وبالمثل فإن رؤيتنا التقليدية لما هو صحيح وما هو خطأ تتحكم بسلوكنا إلى حد كبير، فطاعة القانون مثلاً وعدم تخريب الممتلكات مبدآن أخلاقيان متجذران في ثقافة المجتمع، ولكن حين يقوم نشطاء البيئة في أوروبا بتفكيك الآلات المضرة بالبيئة والتي يحميها القانون - أي يحمي الإضرار بالبيئة وتخريب الطبيعة - سيكون من المعقد جداً أن نفهم هذا التعارض بين القضيتين. ماهو الصواب وما هو الخطأ. وعندما تقوم حركة العصيان المدني بالدعوة إلى الامتناع عن دفع الضرائب، فإنها لا تدعو لعمل غير أخلاقي - رغم أن ظاهره قد يبدو كذلك، فقد يكون الهدف من وراء هذا الامتناع هو إيقاف عمليات الرشاوى والفساد التي ! تتم تحت مظلة 'الضرائب'.

قد يتحدث الكثيرون عن أخلاقيات العصيان المدني، لكن هذه الأخلاقيات تختلف بحسب النظرة إلى ما هو ممكن وغير ممكن، وما هو صواب أو خطأ، والمطلوب هو إخضاع هذه الأعراف والقناعات للتجربة بالحوار مع الخصم ومن ثم كل المجتمع عن طريق أنشطة واستراتيجيات العصيان المدني.

العصيان المدني ومجموعات العمل
'عندما ينتظم ألف شخص في شكل مجموعات عمل متنوعة فإن قدرتهم على تصعيد المقاومة تكون أكبر من أن يتولى
قيادة هذا العدد الكبير مجموعة صغيرة سرعان ما تنفد طاقتها' بير هرينجرين

ثقافة العمل في فريق
إن ثقافة 'العمل في فريق' قيمة عظمى تفتقدها مجتمعاتنا بصفة عامة، ! فمجتمعاتنا قائمة على العمل والإنجاز الفردي. بينما قيمة أو كلمة الفريق تعني عدة أشياء. فهي تعني التعاون والتواصل وجودة وسرعة الإنتاج، وهي الأشياء التي يفتقدها العمل الفردي.
وقد تتواجد الجماعات والحركات، ولكنها لا تستفيد من قيمة العمل في فريق، فتغلب عليها النزعة الفردية في اتخاذ القرارات، وتدريب الأفراد على التبعية المطلقة. وهو أمر يختلف كلية عن ثقافة 'العمل في فريق'، والتي تجعل الفريق كله مسئولاً عن العمل، والنجاح والفشل، وتمنح الثقة لكل أفراد المجموعة، وتعزز قدرتهم على اتخاذ القرارات.
وقد كان لهذه الثقافة دور كبير في ازدهار ونهضة المجتمعات الغربية.
جذور مجموعات العمل
ففي الثلاثينات أسست الحركة الفوضوية الأسبانية الكثير من أنشطة وأعمال المقاومة القائمة على فكرة مجموعات العمل. والتي فاقت نتائج استخدامها كل التوقعات، وأدت إلى الانتشار السريع للفكرة في العالم الغربي والولايات المتحدة الأمريكية خلال الثما! نينات من القرن الماضي.
ولقد أحدثت مجموعات العمل ثورة في مبدأ المقاومة باللاعنف. فقبل استخدامها كان على الفرد أن يبحث عن شخصية زعامية قوية مؤثرة ويأمل بذلك أن ينجح النشاط وأن يؤتي ثماره. أما مع ظهور مجموعات العمل فقد أصبح التخطيط واتخاذ القرارات ونجاح العمل من مسئولية الفريق بأكمله.

طبيعة مجموعات العمل

تتألف مجموعة العمل (مجموعات صغيرة)عادة من ثلاثة إلى خمسة عشر فرداً تجمعهم اهتمامات وأهداف مشتركة، وعادة ما يكون سر قوتها وتأثيرها نابع من قلة عددها إذ يمكنها القيام بعمل نوعي مبني على المشاركة الإيجابية لكل أفراد المجموعة، وتساعدها صغر بنيتها على مرونة حركتها وتجديد استراتيجيتها تبعاً لمتطلبات العمل. كما يضيف إلى قوتها أيضاً المرونة في الزمن، فيمكن أن تقوم بمهمة محددة قصيرة، أوتشارك في مهمات طويلة الأمد، تقوم بالتجهيز لحالة العصيان المدني بشكل منتظم ومستمر. كما أن مجموعات العمل قد تعمل منفردة أحياناً، وقد تلتقي في عمل كبير موحد.

ولمعرفة مدى ملاءمة مجموعات عمل العصيان المدني للحركات التغييرية القائمة لابد من التعرف على مميزات وسلبيات هذا الأسلوب من أساليب حركة اللاعنف.
مميزات مجموعات العمل
1-ارتفاع مستوى حرية العمل واتخاذ القرار داخل المجموعة
.إذ أنها ذاتية الحركة، فهي تقرر آليات اتخاذ القرارات، وهي مسئولة مسئولية تامة عن النشاط الذي تؤديه، وذلك يمكنها أيضاً من سرعة اتخاذ القرارات، إذ يمكن تجميع أعضاء المجموعة بسرعة إذا ما حدث أمر جديد أو غير متوقع. .كما أنها تمثل الوحدات الأساسية التي تتخذ القرارات في العمل الجماهيري.
.2-كفاءة عالية ونوعية للنشاط
.حيث أن المجموعة تختار النشاط الذي يتفق مع قدراتها ومواهبها وطاقاتها، وتقوم بتنفيذ الأنشطة التي تؤمن بها. .وتقوم بأعمال إبداعية تحفز الجمهور، حيث أن لكل مجموعة حرية الابتكار في الأداء دون الخروج على 'استراتيجية اللاعنف'، فيمتليء يوم النشاط بالكثير من الأفكار التي قد لا يتسنى للقيادة المركزية أن تقوم بها. وكثيراً ما يفاجأ النشطاء أنفسهم حيث يرون الكثير من الأفكار التي لم يكونوا يتوقعونها والتي تقوم بها مجموعات أخرى، فتكسب النشاط جواً مشحوناً بترقب الجديد، والتنافس للإبداع. .كذلك تزول الرتابة عن الأعمال المألوفة ...حيث تأخذ في كل مرة شكلاً مختلفاً، من اشكال المقاومة والنظال الوطنى..إذا ما حدث أن فقد أحد الأعضاء السيطرة على النشاط فإن أعضاء مجموعته يدعمونه لينجح نشاطهم.
.3-المرونة في الحركة
.إذ تتمتع بإمكانية وسهولة التقييم والتجديد تبعاً لمتطلبات العمل . .وسهولة فك المجموعة وإعادة تركيبها بشكل جديد. ...وسهولة تدريبها وتعليم كل فرد فيها كيفية تكوين مجموعة جديدة في حال انفصاله عنها. .
وقاية حركة العصيان من احتمال وقوع الاختراق من قبل اجهزة الامن و من أخطار التكدس بالكم البشري غير الفعال، من خلال تقنين آلية تفكيك وتكوين المجموعات.
.4- مجموعات العمل تضمن استمرارية المقاومة وتصاعد وتيرتها
.فعندما يتعرض قادة ورموز الحركة لحصار أو إعاقة كبيرة عن العمل، تختار الكثيرمن المجموعات الاستمرار في المقاومة. .وعندما ينتظم ألف شخص في شكل مجموعات عمل متنوعة فإن قدرتهم على تصعيد المقاومة تكون أكبر بكثير من أن يتولى قيادة هذا العدد الكبير مجموعة صغيرة من القادة الذين سرعان ما تنفد ! طاقتهم وإمكانيتهم في الاستمرار بالعمل. <.ولا يتطلب أسلوب مجموعات العمل – بالضرورة - شخصية قيادية، فالمجموعة تدير نفسها بنفسها ويمكنها تبادل إدارة العمل وقيادته. .كما أنها تجنب الحركة العزلة عن المجتمع من خلال تنشيطه في مجموعات عمل متنوعة تعطي الجمهور الثقة في النفس واليقين بإمكانية الفعل دون إجباره على التقوقع على تنظيم بعينه. فكثير من الناس عندهم استعداد أن يشاركوا مع أصدقائهم في عمل ما. لكنهم يرفضون أو يخافون من الانضمام إلى حركة كبيرة!. كما يصعب على النظام إيقاف عمل بهذا الأسلوب لا يقوم على تنظيم هرمي مثلاً يتوقف فيه العمل لدى ضرب قيادته. فعندما تتوقف مجموعة عن العمل ويضرب نشاطها، فإن بقية المجموعات تعمل، وتتم بقية الأنشطة. والعمل بهذا الأسلوب يقلل من نسبة المتسربين من المجموعة، حيث تتكون المجموعة من أفراد متجانسين ومتآلفين ومتفقين على الهدف. غالباً ما تزول النبرة الحزبية الاستعلائ! ية، وتقدم مصلحة المشروع التغييري على مصلحة المجموعة. فكل مجموعة تسعد ب ظهورأخرى تساندها. وتؤيد أي مجموعة تتقدم بالمشروع خطوة. فمجموعة العمل تعلم أن وظيفتها إنجاز نشاط أو عدة أنشطة، وأنها في حاجة إلى مجموعات أخرى. وتتجنب صراع التجنيد والضم العشوائي للأفراد، إذ أن قوتها في قلة عددها. فتزول الأنانية والشعور بالفوقية الذين يعوقان تقدم قوى التغيير. 5- تأمين العمل: إذ تقلل من إمكانية اختراق المعادين أو المتهورين أو من يسهل استفزازهم للأنشطة، حيث أن كل مشارك في نشاط ما يكون منتمياً لأحد مجموعات العمل، وهذه المجموعات يعرف أفرادها بعضهم البعض بشكل جيد، ومن الطبيعي أن يطلب من الفرد الذي يخالف أو لا يؤمن بالخطوط العريضة أو بمبادئ اللاعنف أن يغادر المجموعة.

6-ضآلة التكلفة الأمنية: فاعتقال المجموعة لا يوقع أفرادها تحت ضغط نفسي كبير أثناء التحقيق خشية ذكر أسماء وأنشطة كل أعضاء الحركة. وأقسى الخسائر سيكون اعتقال كل أفراد المجموعة فقط. بينما لا تزال المجموعات الأخرى تتحرك.

ومن أكبر مزايا هذا الأسلوب قلة سلبياته، والتي يجب على العاملين أن ينتبهوا إليها.

سلبيات مجموعات العمل
صعوبة الانضمام إلى العصيان المدني العرضي (المفاجئ والناتج عن حادثة معينة). مجموعات العمل تخلق شعوراً بالالتزام والذي يتطلب من المرء بذل الكثير من الجهد والوقت.
إن أسلوب مجموعات العمل يمنع تكدس حركات العصيان بالكم البشري غير الفعال. كما أن حركة صغيرة الحجم من حركات العصيان إذا اعتمدت فكرة مجموعات العمل فإنها تضاعف من قوتها. وهذا الأسلوب مناسب أيضاً للأفراد غير المنضمين إلى حركات كبيرة، والذين يريدون أن يشاركوا في عملية التغيير.

إننا حين ندعو للعصيان فإننا نحارب الديكتاتوريات. وعليه فإن من واجب حركات العصيان أن تطلق حرية التفكير والإبداع وتَحَمُّل مسئولية النشاط، طالما أن العمل لم يتجاوز استراتيجية 'اللاعنف'.


مجموعات العمل والتحضير للنشاط
إن مجموعة العمل تدريب على:
1- إقامة نموذج مصغر لمجتمع مقاوم حر في وحدة صغيرة
2- التخطيط للنشاط
3- تطوير أساليب اللاعنف بما يناسب تقاليد المجتمع

لمن 'مجموعات العمل'؟
يعد نظام 'مجموعات العمل' من التكتيكات التي تضمن كفاءة عالية في إنجاز أعمال حركات اللاعنف والعصيان المدني. ويعتبر غاندي مؤسس فكرة ومبدء اللاعنف أن الإعداد الروحي والعقدي ضروري لممارسة أنشطة اللاعنف. غير أن بعض النشطاء من بعده قد طوروا هذا الأسلوب ورأوا أن المشارب العقدية والفكرية قد تجتمع معاً، ولا يحتاج الفرد للانضمام إلى تنظيم أو حركة أيديولوحية بعينها، بل يكفي أن يكون هناك هدفاً مشتركاً بين النشطاء.
إن لدى التنظيمات الموجودة على ساحة التغيير ميزة وفرصة ذهبية لتبني أسلوب 'مجموعات العمل'. فلديها الأفراد الذين يجمعهم هدف واحد، وليس لديها مشكلة في تكوين المجموعات المتجانسة، وتلتقي المجموعات بشكل دوري عبر اجتماعاتها الرسمية. لكنها تتطلب فقط التدريب على اتخاذ القرارات، والثقة في النفس، وثقافة وأساليب العصيان المدني، بالإضافة إلى تشجيع المبادرات التي لا تخرج عن استراتيجية 'اللاعنف'.
وبالنسبة للأفراد الذين لا يرغبون في الانضمام إلى حركات كبيرة، وتحركهم دوافع مشتركة للمساهمة في الحركة التغييرية، فإن تكوين مجموعات عمل عادة ما يتم بشكل طبيعي عبر العلاقات الاجتماعية (الأصدقاء – الجيران – زملاء العمل – الأقارب) لذلك يكون التقاؤهم طبيعيا وغير مفتعل.
وسواءً كانت مجموعات العمل ضمن حركات كبيرة، أو كانت مجموعات صغيرة منفردة فإنها تحتاج إلى إعدادات وتحضيرات قبل العمل، وأثناءه، وبعده.
ما التحضيرات اللازمة؟
1- تحضيرات إدارية:
- الاتفاق على اسم المجموعة وشعارها – إن كانت بحاجة لذلك.
- تحديد أسلوب إدارة المجموعة وكيفية تداول القيادة فيها، وتقنين آليات الاتصال بالقيادة العليا (في حالة أن المجموعة جزء من تنظيم). وتقنين آليات الاتصال بالمجموعات الأخرى – إن استدعى الأمر – في حالة المجموعات المنفردة.
- وضع القواعد العامة التي يجب أن تلتزم بها المجموعة، وتحديد آليات الانفصال وتكوين مجموعات أخرى.
- تقنين آليات فض النزاعات باستخدام الطرق والوسائل المختلفة التي تساعد على تعريف! وتوصيف النزاعات وكيفية التوصل لحلول لها، مما يوفر الإحساس بالأمن لدى المجموعة، ودعم الشعور بالثقة المتبادلة وتقبل النقد وإسداؤه بطريقة بناءة.
- تحديد الآلية التي سيتم تدريب أعضاء المجموعة من خلالها على أعمال وثقافة العصيان المدني وأنشطة اللاعنف.
- تقوية تجانس المجموعة: إن خلق تجمع مقاوم يتضمن تعارف الأفراد، وتطوير التعاون فيما بينهم عبر التقييم المتواصل لتجانس المجموعة وتعاونها.

إن مجموعة العمل تدريب على إقامة نموذج مصغر لمجتمع مقاوم حر في وحدة صغيرة تقوم بالتخطيط للنشاط وتطوير أساليب اللاعنف بما يناسب تقاليد وثقافة المجتمع.
2- تحضيرات فكرية:
- فلسفة وثقافة اللاعنف: ونشرهاعبر المراجع المتخصصة مثل مراجع 'جين شارب' وغيرها، ويتضمن ذلك الروايات والأدب والشعر والتجا! رب التاريخية والمعاصرة المقروءة والمسموعة والمرئية.
- التعرف على الحقوق الدستورية، وواجبات وحقوق الأفراد في الدولة.
- تحليل الأوضاع: قد تتطرق المناقشات والتحليلات إلى موضوعات كثيرة، فيُمكنُ أَنْ تَكُون حول الوضع السياسي الحالي، الحالة العسكرية، أجهزة الإعلام، حركة المقاومة، الحركة البديلة بصفة عامة، الأحزاب السياسية، اللاعنف، العصيان المدني، الظلم، الهيمنة، الظلم في المجموعةِ، القانون المراد تعديله أو تغييره، كما تدرس نقاط القوة والضعف لدى! النظام، واستراجيته في البقاء، ونقاط ضعف وقوة قوى التغيير،وما الذي ستضيفه المجموعة من قوة إلى باقى مجموعات وحركات التغيير، واحتياجات الشعب والقضايا المحركة له والتي يمكن أن تحشده لمناصرة الحركة التغييرية، والعوامل والظروف المساعدة التي يمكن أن تؤثر على مسار الصراع. والمزيد من الموضوعات الأخرى.
- قضايا فلسفية: مثل: أخلاقيات العصيان المدني وحركة اللاعنف، وما هو الحق الذي نملكه لخرق وكسر القانون؟ وكيف يمكن تفعيل الرمزية في العمل؟(3)
- احتياجات المجموعة: بالحديث حول الخوف والمخاطرة، والأمن، والدعم والعزلة، والاعتقال والاحتجاز، والمحاكمات والعقوبات، وأمننا وأمن الآخرين، والعائلة والأصدقاء، وغيرها من المواضيع ذات الصلة بالعمل التغييري.

3- تحضيرات للنشاط نفسه:
- تحديد أه داف النشاط بدقة (احتياجات الأفراد - احتياجات المجموعة – احتياجات المجتمع) ومناقشة رسالة النشاط، والدافع، والرمزية، والأولويات.
- تحديد بؤرة النشاط، والتركيز على الأشياء الأكثر أهمية، وتحديد أقوى الوسائل لتحقيقها بدلاً من استخدام مواردنا المحدودة في كل أنواع الأنشطة والقضايا. وهذا التركيز يساعد على الوضوح: هل رسالة النشاط مفهومة؟ وهل تمثل حافزاً للجماهير؟ وهل تصل إلى المستهدفين منها؟ وماأفضل الوسائل لإيصالها؟.
- تحديد وسائل الاتصال لخلق حوار مع الخصم ومع بقية المجتمع؟ والتي تتضمن الإعلام والمحاكمات والاتصال الشخصي مع العمال وصناع القرار، والخطابات والرسائل، والحلقات الدراسية والدورات التدريبية.
- بناء القدرة وتوزيع الأدوار: وقبل البدء في أي نشاط لابد من تقييم أو تقدير قدرة كل فرد على تنفيذه، وإعطائه الفرصة للتفكير و مراجعة تردده وتردد الآخرين في المشاركة، والتريث إذا وجد أنه من الأفضل لهم أن ينتظروا فترة قبل المشاركة! في الأنشطة. وعلى كل فإن المجموعة تقيس قدرتها على الفعل فإن وُجدت أتمت نشاطها، وإن لم توجد سعت لبناء قدرتها وتطوير أفرادها وتدريبهم. ولا يجب قسر الأفراد على أدوار بعينها. بل يجب أن تختار كل مجموعة الدور الذي يتفق مع مواهبها ومهاراتها.
- عمل الأبحاث: للحصول عن المعلومات اللازمة وقد يتم ذلك عبر المؤسسات الحكومية أو الإنترنت أو دليل الهاتف، أو الزيارات الميدانية ومراقبة الأماكن المستهدفة ورسم خارطة للموقع ومدى بعد وقرب المكان من مقار الشرطة ومن الجماهير وذلك بحسب طبيعة النشاط.
- تبادل المعلومات: ويتم بين أفراد المجموعة عبر مختلف الوسائل ومنها الإنترنت والقوائم البريدية ورسائل اس ام اس المشفرة . كما يمكن الحصول على معلومات عن أي مؤسسة بإرسال السؤال لها عبر الإنترنت وانتظار الرد بعد أيام، ويمكن كذلك الاحتفاظ ببعض المعلومات الهامة والمتعلقة بالمجموعة! على شبكة الإنترنت بسبل متعددة. كما يعد الإنترنت وسيلة هامة للاتصال بح ركات العصيان في كل أنحاء العالم لتبادل الخبرات. كذلك يستخدم الهاتف الجوال (المحمول) في الاتصالات السريعة ويتمالاتفاق مسبقا على شيفرة معين لاستخدامها فى المحادثةللحفاظ على امن المجموعة .

4- تحضيرات نفسية: وتتركز عادة في كسر حاجز الخوف من عواقب العمل. وتأكيد عدالة القضية، وتعزيز الشعوربإمكانية الفعل. ويقول بير هيرنجرين عن أحد الحركات المهتمة بنزع الأسلحة التدميرية:
'. نحن نحاول نزع سلاح مخاوفنا الخاصة.
·كما أننا نحاول أيضاً نزع سلاح جدران الحماية الأخرى التي بنيناها لنتجنب المخاط! ر الشخصية.
·كما أننا نحاول نزع سلاح العنف والقمع والاضطهاد الذي قد يوجد داخل المجموعة نفسها.
·وفي النهاية فنحن نحاول – من خلال أنشطتنا – نزع سلاح العنف والخوف والشك من المجتمع.
نحن نحاول التغلب على مخاوفنا لاكتساب الشجاعة لممارسة العصيان المدني، وحتى حينها يظل الخوف موجوداً. ونحن لا نقاوم الظلم والقمع والاضطهاد لكي تختفي النزاعات ولكن حتى يمكن التعامل مع النزاعات من خلال العمل الحر.

No comments: